الخميس, تشرين الثاني (نوفمبر) 28, 2019

 

      شاركت الجمعية الآشورية الخيرية_ العراق ممثلةً برئيسها المهندس آشور سركون اسخريا في اعمال المؤتمر الدولي الثاني حول اضطهاد المسيحيين والذي احتضنته العاصمة الهنغارية بودابيست للفترة من 26-28 تشرين الثاني 2019، وبتنظيم مكتب رئيس الوزراء الهنغاري بالتعاون مع المنظمة الهنغارية للإغاثة ومشاركة منظمة USAID .

      وقد شارك في المؤتمر ما يقرب من ستمائة وخمسون شخصية من كافة أنحاء العالم، من بينهم أصحاب الغبطة البطاركة من معظم كنائس العالم، أو من ينوب عنهم من أساقفة وكهنة أجلاء. فضلاً عن مشاركة وفود عديدة من العراق تمثل مختلف الأبرشيات وكذلك من البلدان العربية والأجنبية، ومسؤولين حكوميين من رؤساء ووزراء ومدنيين.

      وقد سلطت الأضواء في المؤتمر بشكل خاص على وضع المسيحيين في العراق والشرق الأوسط. حيث عبر المتحدثون وخاصة من العراق إلى أن التطرف الديني ليس وليد الأمس، وإنما هو تراكمات للفكر السلفي في إقصاء الآخرين و تكفيرهم. وبروز إيديولوجية الكراهية وشجب حرية المعتقد لتصبح أكثر خطورة و انتشاراً من خلال تبريرها بنصوص دينية تشجع وتشرع القتل والسرقة والعبودية (السبي) بسم الله والدين للذين يختلفون عنهم وينعتونهم بالكفرة.

      وهذا ما حصل للمسيحيين في الموصل وسهل نينوى الذين فقدوا كل شيء من خلال تهجيرهم القسري من الموصل و سهل نينوى في ٢٠١٤ بواسطة عصابات داعش الإجرامية، ولكنهم لم يفقدوا قط إيمانهم، بل أصبحوا أكثر قوة و حيوية. فأن الإيمان يزداد قوة وثبات من خلال التجارب والجروح التي تسببها المآسي. ولا يمكن لهذه المحن أن تبعد شعبنا عن جذوره الإيمانية والتاريخية في وادي الرافدين دون الحفاظ على أصالتنا.

      ومن جهته، تحدّث رئيس الوزراء الهنغاريّ فكتور أوربان عن مسؤوليّة هنغاريا في الدّفاع عن المسيحيّين ليبقوا في أرضهم وبلادهم؛ فيما أمل وزير الدّولة لشؤون مساعدة المسيحيّين المضطهدين تريستان أزبيي أن يزيد دعم هنغاريا للمشاريع الحيويّة الّتي تساهم في تطويرها وتنفيذها من خلال مؤسّسة"Hungary Helps" ليتخطّى المسيحيّون الصّعوبات ويستمرّوا في وجودهم في بلادهم.

      وقد أعطى المتحدثون في المؤتمر بعض النقاط التي تساهم في بناء البلدان التي تشهد صراعات باسم الدين بالتركيز على أهمية بناء الإنسان من خلال ثقافة الانفتاح وقبول التعددية واحترام الاختلاف ونبذ التعصب. فلا يمكن محاربة العنف والتطرف بالسلاح والتكفير، بل بالقلم والثقافة. وإن بناء الإنسان يجب أن يرافقه حرية الفكر من خلال تصميم مناهج تعليمية جديدة لا تحرض على العنف والكراهية للآخر وتعطي للفرد أهميته ودوره وكرامته في بناء المجتمع المعاصر.