في بداية تشكيل حكومة الاقليم سنة 1991 لم تكن تمتلك الامكانيات المادية والفنية الكافية لادارة جميع المرفقات الرسمية في المنطقة، وكان هذا واضحا في عملية  التعليم بكامل اقسامها وعندما اقر برلمان الاقليم حق شعبنا بالتعليم بلغة الام ( السريانية ) في المدارس الرسمية سنة 1992 ، اصبحت مهمة دعم هذا المشروع القومي الستراتيجي من اهم مهام منظمتنا التي دعمته منذ البداية وذلك من خلال تهيئة معظم المستلزمات المطلوبة .

لقد ساهمت منظمتنا في تحمل نفقات لجنة الترجمة والاعداد والمتابعة والنفقات الباهضة لطبع الكتب والمناهج السريانية بصورة رئيسية لغاية 1996 عندما اصدر قرار مجلس الامن النفط مقابل الغذاء وبعدها نفذت اليونسكو بالتنسيق مع وزارة التربية الجزء الاكبر في هذه العملية .

في بداية تطبيق عملية التعليم باللغة السريانية لم يكن متوفرا الكادر التعليمي الكافي وبذلك اعتمد على المحاضرين الذين يتلقون دعما شهريا من منظمتنا اضافة الى منح مكافآت تشجيعية للتربويين وتحملت الجمعية كاملا جميع نفقات نقل طلبة المدارس السريانية الابتدائية والثانوية في محافظتي دهوك واربيل .

كما وساهمنا في توفير الستلزمات الدراسية والأثاث لعديد من هذه المدارس .

منذ بداية تطبيق عملية التعليم السرياني تشكلت لجنة خاصة لهذا الغرض وهي مستمرة في عملها لحد الان وانها تتلقى الدعم الكامل من منظمتنا لغرض تنفيذ واجباتها ومهامها وكذلك النشاطات المدرسية المختلفة التي تنفذ في مختلف المناطق وباشراف هذه اللجنة وأهمها اقامة دورات لاعداد الكادر التدريسي وحسب الامكانيات المتاحة  يتم سنويا تكريم عدد من الطلاب المتفوقين في هذه المدارس وبدعم من جمعيتنا.

-    عندما وصلت عملية التعليم السرياني الى مرحلة الثانوية لم يكن من حل غير تجميع طلاب هذه المرحلة في ثانوية واحدة مركزية وكانت ثانوية نصيبين السريانية في مركز مدينة دهوك .

نتيجة لذلك ترتب تهيئة اقسام داخلية خاصة لأيواء الطلاب القادمون من القرى والمدن المجاورة البعيدة عن مركز مدينة دهوك .

وكانت هذه مهمة جديدة واضافية لجمعيتنا، حيث قامت في البداية بتأجير دور سكنية وتاثيثها لهذا الغرض.  وتوفير ثلاثة وجبات طعام  اساسية طيلة فترة الموسم الدراسي لطلاب هذه الاقسام.

-    ان ادارة هذه العملية تتطلب تعيين مشرفين للاشراف على هذه الاقسام ووضع برنامج يومي للطلاب المقيمين وكذلك تعيين عمال وطباخين للقيام بكل الخدمات المطلوبة  وما كان على الطالب الا الاهتمام بدراسته.

وكان الحل بالنسبة للقرى والمدن المجاورة والقريبة من مركز مدينة دهوك القيام بنقل الطلاب وتحمل النفقات.

استمرت هذه العملية لمدة سنين الى ان حصلنا على دعم خاص من AAS  امريكا لتنفيذ مشروع بناء اقسام داخلية خاصة لهذا الغرض بعد ان اعدت التصاميم وتخمينات الكلف من قبل قسم الاعمار في المنظمة.

تم تنفيذ هذا المشروع الكبير في سنة  2001  .

وبذلك توقف انفاق دفع ايجارات الدور السكنية الموزعة في اكثر من منطقة حيث كانت ادارة العملية في حينها متعبة ومكلفة ، واستمرت الجمعية في تحمل نفقات الاطعام والنقل ودفع رواتب العاملين في البناية . وفي الفترة الاخيرة تساهم تربية دهوك في تحمل جزء من هذه النفقات .

-    وكذلك تم بناء موقع خاص لمقر جمعيتنا ضمن نفس مساحة الأرض المخصصة للاقسام الداخلية مما سهّل علينا ادارة عملية ايواء الطلبة وكذلك التخلص من نفقات الايجار بالنسبة لمقر اللجمعية.

استمر دعم الجمعية لعملية التدريس باللغة السريانية وبشكل مدروس واثمر نتائج ايجابية من خلال استمراريتها وتوسعها في مناطق عديدة ضمن محافظتي دهوك واربيل وكذلك بعد 2003 الى مناطق في سهل نينوى وكركوك وغيرها.

ولا يزال الدعم مستمراً بالرغم من قيام الحكومة في الإقليم مشكورة بتقديم دعم للمدارس السريانية وبشكل ملحوظ, وخاصة قيام الجمعية لغاية الآن بدفع رواتب للمحاضرين ممن لم يتعينوا في الحكومة ومن جهة اخرى تقوم الجمعية بصيانة بعض المدارس او تزويد المدارس ببعض الاحتياجات اللازمة وكذلك دفع فروقات اجور نقل الطلبة والاساتذة للمدارس السريانية.